الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

توزيعات المواليد كروشيه بالباترون



في عالم يتجدد يومياً ويسجل تغييرات في كافة الميادين والمجالات الأخذة بالتأثر بالعولمة وبالتقنية وغيرها من الأمور، تبقى هناك زاوية داخل كل منا يلجأ إليها بحثاً عن ذكريات جميلة مازالت تدغدغ قلبه وتعيد الابتسامة إلى شفتيه . 



وعادة ما تكون هذه الذكريات مرتبطة بالمخزون التراثي والشعبي لمجتمعاتنا التي تتميز بالشفافية والتلقائية والوضوح . 
وأحياناً نلجأ إليها بالرغم من حداثتنا لتكون الحل المناسب في إدخال البهجة والفرح كعادات وتقاليد استقبال المولود حيث تعد من أكثر العادات ثراء وتنوعاً وجمالاً كونها تحتوي على الكثير من الفرح والأمل وكان لها أهمية كبيرة لدى الجيل السابق الذي كان يعد العدة لمثل هذا الحدث.
وفي مقالنا هذا سنقدم واحدة من أهم التجهيزات التي تقوم بها غالبا في مجتمعنا والدة الحامل باقتراب وقت الولادة : 

اعتادت النساء المقربات من الحامل وغالبا والدتها أو اخواتها مثلا من تجهيز الطفل القادم من البسة و زينة لغرفته وتجهيز ضيافة مناسبة بحسب جنس المولود إن كان ذكرا أو أنثى باختيار الالوان المناسبة لكل منهما والتفاخر في صنع كل مايمكن صنعه يدويا لإبراز اهتمامهم بالحدث الأهم لدى العائلة .
لذلك سنذكر اليوم واحدة من أجمل هذه التجهيزات التي كانت ولا زالت تشغل السيدات في مثل تلك المناسبات وهي عمل التوزيعات اليدوية من خيوط القطن اوالنايلون بأشكال مختلفة ومناسبة لجنس المولود .
و"الكروشيه" الحصة الأكبر في عمل تلك التوزيعات لأنه وببساطة عالم واسع الخيال من أشكال وغرزات جميلة تجذب النظر لأهميتها وبروز جانب الدقة والذوق في صنعها .




وبعض من تلك التوزيعات يتم تنشيتها وذلك بغلي محلول مكون من نشاء وماء وغليه حتى يصبح لزجا من ثم يتم تغطيس القطع وبعدها مدها فوق سطح مستوي أو على كاس أو أي شكل مقعر لأخذ شكل القالب .




ومن اساسيات صنع التوزيعات هو نوع القماش الرقيق المضاف للقطعة الذي ندعوه بالعامية "غربول" أو بدول أخرى "تول" وهو القماش الذي سيوضع به حبات الحلوى وهي عبارة عن لوز مغطى بطبقة سكر بيضاء أو ملونة أيضا بحسب جنس المولود .


ولا يكتمل جمال هذه القطع دون تزيينها باشرطة الساتان الملونة وعقدها بطريقة منسقة و تعليق الورود عليها أيضا للزيادة من أناقتها .




اختلفت الاشكال وتطورت مع مرور السنين وأصبح الخيال أوسع في إنجاز تلك التوزيعات ولكن لازالت غرزات الكروشيه الجميلة طاغية على باقي الاذواق .



من الجميل أنه حتى يومنا هذا لا تخلو منازلنا من بعض التوزيعات التي احتفظت بها امهاتنا ليومنا هذا .





تراثنا الجميل مليئ بالذوق والرقة ومن المحزن إهماله و ليس من الصعب احيائه في تلك الأعمال إذ انه من الممكن إضافة لمسات عصرية تتناسب مع يومنا هذا .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق